قضايا و حوادث من ضحايا حادث القطار: سرور لن تفرح بفستان العيد الذي كانت تحلم باقتنائه
عمّت الفرحة أسوار قلبها اليافع عندما زفت اليها والدتها خبر سفرهم إلى العاصمة لشراء ملابس العيد، عمّها سرور فياض لذلك راحت تعمل على قضاء بعض شؤون المنزل من نظافة وترتيب كانت تعدو من غرفة الى أخرى في نشاط حيوي متميز.. سرور ذلك هو اسمها وهي التي بعثت الفرحة والسرور في محيط عائلتها بفضل اخلاقها المتميزة ونجاحها الدراسي الذي جلب لها احترام وتقدير كلّ افرد عائلتها.. سرور فارقت الحياة في حادث انقلاب القطار المتجه من الدهماني الى العاصمة...
وقد كان لنا اتصال بوالدة الفقيدة السيدة سميرة التي كانت موجودة اثناء الفاجعة المدوية والتي كانت في حالة نفسية صعبة للغاية، وحدثتنا بلوعة قائلة:«كانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف مساء عندما امتطيت القطار بصحبة أبنائي سارة وسرور وشقيقهما في اتجاه العاصمة، كان كل شيء عاديّا الاّ انّ القطار اصبح يسير بسرعة غير عادية وتوجهت اليّ ابنتي بالسؤال عن صفات الموت.. لقد احسست حينها ببرود في أطرافي ولم تمرّ سوى لحظات عن ذلك حتى حدث ما يشبه الزلزال فأسرعت الى مسك ابنتي سارة التي تعرّضت الى خدوش ورضوض، وعقب انقلاب القطار فقدت ابنتي سرور وكم كانت صدمتي كبيرة عندما عثرت عليها ملقاة خارج حطام القطار مفارقة للحياة في حين ان ابني البالغ من العمر 8 سنوات كان يصيح ألما جراء الاصابات العديدة التي لحقته».
بكاء ولوعة
وتواصل محدثتنا حديثها قائلة:«كانت الأشلاءمتناثرة أمامي وكان المنظر مفزعا.. حملت ابنتي بين احضاني وأطلقت عقيرتي بالصياح والبكاء كيف لا وقد فقدت الى الأبد فلذة كبدي سرور، لقد كانت الضياء الذي ينير ليلي واشراقة الصبح التي أستقبل بها اليوم الجديد.. كيف لي ان انساها.. رحمك الله يا ابنتي العزيرة».
من يتحمّل المسؤولية؟
في وقت تسعى فيه الشركة التونسية للسّكك الحديديّة الى التحسين من جودة خدماتها المقدّمة لحرفائها تقع مثل هذه الحوادث التي كان من الممكن تلافيها لو أخذنا بعين الاعتبار المواصفات المعمول بها في هذا المجال من حيث التجهيزات المتوفّرة والصيانة المتبعة ورسكلة الأعوان ومتابعتهم قبل تسليمهم المقود.
وحسب ما استقنياه من مصادر موثوق بها من موقع الحادث فانّ الجميع يحمّلون المسؤولية الكاملة الى قسم الموارد البشرية بالشركة لتهاونهم بتكليف سائق متربّص تنقصه الخبرة ومعرفة المنعرجات الموجودة على الخطّ الرابط بين الدهماني والعاصمة وقد تجاوز السرعة المسموح بها (60كم) فالقطار كان يسير بسرعة تفوق 100 كلم وهو ما تسبب في انقلابه وسقوط عدد هام من الضحايا دون اعتبار الجرحى.
ضياء في حالة خطـــرة جدا
علمنا أنّ الطفل ضياء وهو الشقيق الأصغر للتوأم سارة والفقيدة سرور قد أجريت عليه أربع عمليات جراحية وقد بترت ساقه اليمنى وحالته حرجة جدّا وهو الآن في غرفة الانعاش والعناية المركزة بمستشفى الأطفال بباب سعدون.
خميس اليزيدي